الإسلام السياسي : نحكمكم او نذبحكم
نبقى مع انصار مرسي الشرعية ، وهذه المرة من الجزائر
،علي بلحاج - الرجل الثاني في الفيس المنحل يقود مظاهرة لدعم مرسي والشرطة
الجزائرية تعتقله ، هذه الرجل مسؤول مسؤولية مباشرة وكاملة عن اعمال العنف
المسلح في الجزائر عقب توقيف المسار الانتخابي سنة 1992 .
قد يتحجج البعض بأن الفيس قد فاز في الجزائر في انتخابات شهد لها العالم بنزاهتها - نعم ولكن ألم يفز حزب الرفاه بقيادة نجم الدين أربكان في الانتخابات التشريعية في تركيا سنة 1996 ومنعه الجيش من الحكم وممارسة السياسة الى الأبد ؟
قد يتحجج البعض بأن الفيس قد فاز في الجزائر في انتخابات شهد لها العالم بنزاهتها - نعم ولكن ألم يفز حزب الرفاه بقيادة نجم الدين أربكان في الانتخابات التشريعية في تركيا سنة 1996 ومنعه الجيش من الحكم وممارسة السياسة الى الأبد ؟
ماذا فعل اربكان ؟ هل امر أتباعه بالصعود الى الجبال كما فعل عبد الله أوجلان في تركيا أو علي بلحاج في الجزائر ؟
العنف لا يولد سوى مزيد من العنف ؟ أين وصل مشروع عبد الله اوجلان ؟ ألم يقم بارسال خطاب الى اتباعه في ماي الماضي يدعوهم لالقاء السلاح لأنه لا جدوى منه ! أين وصل مشروع نجم الدين أربكان السياسي ؟ نذكر أصحاب الذاكرات المثقوبة ان قيادات حزب العدالة والتنمية الحاكم اليوم في تركيا هم تلاميذ أربكان ، فبعد منع الرفاه من ممارسة السياسة جرى تغيير الإسم تحت ثوب جديد "الفضيلة " وعند منعه ايضا جرى تغيير التسمية الى العدالة والتنمية . للتذكير تركيا علمانية اما الجزائر فينص دستورها في المادة الثانية " الاسلام دين الدولة " ويشترط في رئيس الجمهورية ان يكون مسلما ومع ذلك لم تسلم من فتاوى الجهاد .
لنبدأ من البداية : كيف فازت الجبهة الاسلامية للإنقاذ في الجزائر ؟ عقب فتح المجال السياسي في الجزائر سنة 1989 بعد مظاهرات 5اكتوبر 1988، لندقق في التاريخ جيدا فالشعب الجزائري قد طالب بالديمقراطية والحريات قبل شعب ألمانيا الشرقية العظيم وجمهورية رومانيا فأين وصلت هذه الدول واين وصلت الجزائر ؟ على العموم فازت الجبهة الاسلامية في انتخابات البلديات سنة 1990 وتم تغيير عبارة " من الشعب الى الشعب " التي كانت موجودة في مدخل البلديات بعبارة "إن الحكم لله " وجرى إقتحام الحريات الشخصية للأفراد تحت ذريعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .جرى كل هذا الشحن العاطفي للنفوس موازاة مع حرب الخليج الثانية وتعبئة للبسطاء تارة للحرب مع صدام وأخرى ضده ! لتليها الانتخابات التشريعية التي انتهت بفوز الجبهة بسبب استغلال المساجد في التعبئة ضد الحكومة وسط خطب نارية لعلي بلحاج فالمواطنيين لم يصوتوا لحزب سياسي بل للجنة التي وعدهم بها انصار الاسلام السياسي اضافة الى نظام الاقتراع المطلق الذي كان يمنع بقية المقاعد للقائمة الفائزة في الدائرة الانتخابية .
في الجانب الآخر كان صقور الجيش : خالد نزار - العربي بلخير - محمد العماري - في مواجهة الرئيس بن جديد الذي كان يحاول اقتسام السلطة مع الفيس ، أي باحث أو مطلع على الوضع الجزائري يدرك ان الجيش في ذلك الوقت بسبب اختلاط السياسي بالعسكري لم يكن مستعد للتخلي عن دولته فالجزائر جيش لديه دولة بسبب نشأة جيش التحرير سنة 1954 اما الدولة فتم الاعتراف بها سنة 1962 ، ولكن هل كان يجب تفادي الصداع المسلح بين انصار الإسلام السياسي وقادة الجيش ؟
https://www.youtube.com/watch?v=35nmkojSv-4
يظهر في الفيديو رئيس الجبهة الإسلامية للانقاذ " عباسي مدني " ونائبه " علي بلحاج " على التوالي واترك للقارئ الحكم .كان رد خالد نزار سنة 2007 في سؤال حول ما اذا كان قرار توقيف المسار الانتخابي صائبا بقوله " اتركوا التاريخ للاجيال فهي الحكم "
ولكن ماذا عن مصر وهل كان الجيش يملك خيارا آخر ؟
في الاعلان الدستوري المكمل والذي شهد تظاهر اكثر من 5 ملايين مصري وتأسيس جبهة للإنقاذ الوطني من شخصيات وقوى سياسية مصرية منح الرئيس المدني المنتخب - الدكتور محمد مرسي - لنفسه سلطات رهيبة تجعله أشبه بإلاه الرعد عند الإغريق ولم يترك اي سبيل دستوري لعزله سوى بارادة شعبية التي خرجت في اضخم حشد بشري في التاريخ قدرتها وسائل اعلام غربية ب 33 مليون متظاهر ، فهل كان يجب على الجيش المصري ان يلتزم الحياد السلبي موازاة مع تهديد قادة الإخوان : من يرشنا بالمية نرشه بالدم ؟
في فضيحة مونيكا لوينسكي سنة 98 سطر الكونغرس عريضة لعزل كلينتون ونجا الرئيس بفارق صوت واحد عقب دموعه الشهيرة وطلبه الصفح من الامريكيين ، ثم ماذا عن برليسكوني الذي جرى عزله بعد تظاهر4.5 مليون في العاصمة الايطالية سنة 2011 وهو يواجه حكما بالسجن لمدة 7 سنوات ؟ولنفترض ان اوباما قرر سحب القواعد العسكرية الأمريكية من الخليج التي تحمي آبار النفط وهي مسألة حياة او موت بالنسبة لأمريكا تماما مثل النيل بالنسبة لمصر ، ثم قرر اوباما في لحظة زهو قطع العلاقات الاستراتيحية مع اسرائيل وهي نفس العلاقة بين مصر وسوريا رغم الخلافات السياسية ،فكيف سيتصرف الجيش الأمريكي والكونغرس والقضاء والإعلام وقبل كل هذا المواطن الأمريكي البسيط ؟ أعتقد ان غرفة الغاز ستكون جاهزة لاستقبال الضيف الملون .
أعتقد انه حتى لو بقي مرسي لولايتين رئاسيتين كاملتين فلن يستطيع احد مطالبته بالرحيل . أو ليس هو من صلى بالرسول الأكرم ونزل جبريل لمؤازرته في ميدان رابعة العدوية ؟ ولأصحاب الطعمية أيضا نود ان نضيف أن حزب النمسا النازي قد فاز في انتخابات 2006 في النمسا وجرى منعه من ممارسة الحكم ؟فهل أعلن الجهاد ضد بلده والاتحاد الأوربي ؟
التدوينة منشورة هنا
تعليقات
إرسال تعليق