قراءة في المشهد السياسي الجزائري
بقلم : لعليلي الحبيب
مدونة تصورات : 22/02/2014
ابان حرب الخليج الثانية (عاصفة الصحراء ) أرادت امريكا تحديد الموقف الجزائري من الحرب فأوعزت الى سفيرها في الجزائر لتحليل الموقف ، ووضعت تحت تصرفه نخبة من المحللين السياسين والعسكرين - الأمنيين ، بعدها بفترة أرسل السفير الأمريكي تقريره الى واشنطن العاصمة : " حتى ابليس لا يفهم في سياسة هذا البلد !
أسوق هذه الواقعة - ولا يهم ان كانت حقيقة ام محض خيال - للدلالة على صعوبة تفكيك المشهد السياسي في الجزائر لاتسامه بالغموض والتشابك والارتباك والتشويق .، ففي الوقت الذي اجمع فيه الجميع : معارضون وموالون :على ان بوتفليقة انتهى بيولوجيا وسياسيا : خرج علينا الوزير الأول سلال باعلان ترشح الرئيس بوتفليقة لولاية رابعة في الوقت بدل الضائع ، وبأي طريقة ؟؟؟!
الطريقة الغريبة في اعلان الترشح وتسيير شؤون الدولة منذ سنة تقريبا أصبحت تثير التساؤل واحيانا الدهشة لدى المتابع او المراقب غير الجزائري : رئيس يخاطب ويحكم شعبه عن طريق المراسلة !، انها طريقة رومانسية للتعارف وجلب الحبيب ولكن للسياسة ابجدياتها وللديمقراطية أصولها يا معشر الداعمين والزاحفين نحو ولاية رابعة .
لم يستطع أحد المهتمين بالشأن السياسي العام في الجزائري ان يقول لنا بوضوح : هل كان الصراع بين المخابرات والرئاسة مجرد صراع وهمي ، هذا الصراع الذي مهد الطريق امام بوتفليقة لولاية جديدة تتيح امامه المجال لتعديل دستوري يسمح فيه باستحداث منصب للرئيس يتولى تسيير شؤون الدولة في حالة العجز الجسماني للرئيس أو رحيله نحو العالية . وبذلك استطاع النظام الجزائري تجديد نفسه بطريقة آلية وسلسة .
من يحكم الجزائر ؟؟؟
اذا استبعدنا أصحاب نظرية حكم الجنرالات التي توقف دماغ مروجيها عن النمو ، فإن من يحكم الجزائر الأن هي مافيا مالية وسياسية سمحت لمروجي المخدرات والسلاح بالدخول الى قبة البرلمان وسمحت لأصحاب الملايير التي جنوها بطريقة مشبوهة من نهب العقار العمومي وسمحت ببروز طبقة بورجوازية شبيهة بالتي كانت موجودة في جنوب ووسط القارة الأمريكية بعد الحرب العالمية الثانية .
ماذا بعد الانتخابات الرئاسية ؟
اذا نجح مرشح السلطة في الفوز بكرسي المرادية ولا يشترط ان يكون الرئيس الحالي ، فإن الفساد المالي والسياسي سيستمر ، المال موجود ولذلك سيتم توزيعه عن طريق زيادات في الأجور أو قروض ميسرة للشباب ، غالبية الشعب الجزائري المكون اساسا من الشباب لا يهتم بالسياسة كثيرا ،فهو ينام الى غاية ما بعد منتصف النهار وحصوله على قروض الاونساج او لانام يعتبرها حقا من حقوقه المشروعة من البترول ، اذن هكذا يمارس الشباب الجزائري السياسي : عن طريق المقايضة والابتزاز، اما بقية الفئة العمرية للشعب الجزائري فتفضل الاستقرار والاستمرار في السلم الاجتماعي على المغامرة أو التغيير او القفز نحو المجهول و لا سيما وأن أحداث التسعينات لا تزال ماثلة أمام ناظريه .
ما يهم السلطة أكثر في الجزائر هو رضى الخارج : فرنسا راضية تماما وتحول رئيسها الى ناطق رسمي باسم المرادية في الجزائر ابان فترة النقاهة التي قضاها بوتفليقة في باريس وكيف لا وهي تحصد صفقات العمر مع جنتها السابقة ؟ عقود بملايير الدولارات في صفقات لتركيب السيارات ولبيع طائرات كاسدة في ظل ازمة اقتصادية عالمية خانقة ومنافسة شرسة من نمور صاعدة . كما أن أمريكا تهتم فقط لمسألة الطاقة ولا تعنيها الديمقراطية الا في حالات نادرة مثل كوريا الشمالية او ايران او سوريا اما السعودية او باكستان فهي واحات في الديمقراطية حسب التصنيف الأمريكي فكيف بالجزائر ؟؟؟
مدونة تصورات : 22/02/2014
ابان حرب الخليج الثانية (عاصفة الصحراء ) أرادت امريكا تحديد الموقف الجزائري من الحرب فأوعزت الى سفيرها في الجزائر لتحليل الموقف ، ووضعت تحت تصرفه نخبة من المحللين السياسين والعسكرين - الأمنيين ، بعدها بفترة أرسل السفير الأمريكي تقريره الى واشنطن العاصمة : " حتى ابليس لا يفهم في سياسة هذا البلد !
أسوق هذه الواقعة - ولا يهم ان كانت حقيقة ام محض خيال - للدلالة على صعوبة تفكيك المشهد السياسي في الجزائر لاتسامه بالغموض والتشابك والارتباك والتشويق .، ففي الوقت الذي اجمع فيه الجميع : معارضون وموالون :على ان بوتفليقة انتهى بيولوجيا وسياسيا : خرج علينا الوزير الأول سلال باعلان ترشح الرئيس بوتفليقة لولاية رابعة في الوقت بدل الضائع ، وبأي طريقة ؟؟؟!
الطريقة الغريبة في اعلان الترشح وتسيير شؤون الدولة منذ سنة تقريبا أصبحت تثير التساؤل واحيانا الدهشة لدى المتابع او المراقب غير الجزائري : رئيس يخاطب ويحكم شعبه عن طريق المراسلة !، انها طريقة رومانسية للتعارف وجلب الحبيب ولكن للسياسة ابجدياتها وللديمقراطية أصولها يا معشر الداعمين والزاحفين نحو ولاية رابعة .
لم يستطع أحد المهتمين بالشأن السياسي العام في الجزائري ان يقول لنا بوضوح : هل كان الصراع بين المخابرات والرئاسة مجرد صراع وهمي ، هذا الصراع الذي مهد الطريق امام بوتفليقة لولاية جديدة تتيح امامه المجال لتعديل دستوري يسمح فيه باستحداث منصب للرئيس يتولى تسيير شؤون الدولة في حالة العجز الجسماني للرئيس أو رحيله نحو العالية . وبذلك استطاع النظام الجزائري تجديد نفسه بطريقة آلية وسلسة .
من يحكم الجزائر ؟؟؟
اذا استبعدنا أصحاب نظرية حكم الجنرالات التي توقف دماغ مروجيها عن النمو ، فإن من يحكم الجزائر الأن هي مافيا مالية وسياسية سمحت لمروجي المخدرات والسلاح بالدخول الى قبة البرلمان وسمحت لأصحاب الملايير التي جنوها بطريقة مشبوهة من نهب العقار العمومي وسمحت ببروز طبقة بورجوازية شبيهة بالتي كانت موجودة في جنوب ووسط القارة الأمريكية بعد الحرب العالمية الثانية .
ماذا بعد الانتخابات الرئاسية ؟
اذا نجح مرشح السلطة في الفوز بكرسي المرادية ولا يشترط ان يكون الرئيس الحالي ، فإن الفساد المالي والسياسي سيستمر ، المال موجود ولذلك سيتم توزيعه عن طريق زيادات في الأجور أو قروض ميسرة للشباب ، غالبية الشعب الجزائري المكون اساسا من الشباب لا يهتم بالسياسة كثيرا ،فهو ينام الى غاية ما بعد منتصف النهار وحصوله على قروض الاونساج او لانام يعتبرها حقا من حقوقه المشروعة من البترول ، اذن هكذا يمارس الشباب الجزائري السياسي : عن طريق المقايضة والابتزاز، اما بقية الفئة العمرية للشعب الجزائري فتفضل الاستقرار والاستمرار في السلم الاجتماعي على المغامرة أو التغيير او القفز نحو المجهول و لا سيما وأن أحداث التسعينات لا تزال ماثلة أمام ناظريه .
ما يهم السلطة أكثر في الجزائر هو رضى الخارج : فرنسا راضية تماما وتحول رئيسها الى ناطق رسمي باسم المرادية في الجزائر ابان فترة النقاهة التي قضاها بوتفليقة في باريس وكيف لا وهي تحصد صفقات العمر مع جنتها السابقة ؟ عقود بملايير الدولارات في صفقات لتركيب السيارات ولبيع طائرات كاسدة في ظل ازمة اقتصادية عالمية خانقة ومنافسة شرسة من نمور صاعدة . كما أن أمريكا تهتم فقط لمسألة الطاقة ولا تعنيها الديمقراطية الا في حالات نادرة مثل كوريا الشمالية او ايران او سوريا اما السعودية او باكستان فهي واحات في الديمقراطية حسب التصنيف الأمريكي فكيف بالجزائر ؟؟؟
تعليقات
إرسال تعليق