بين الزهوانية وأنجيلينا جولي!؟


بين الزهوانية وأنجيلينا جولي!؟ 
    يومية الفجر 2014.04.07

في تصريح لصحيفة “لوكوتيديان دوران“ أمس، قال مقربون من الرئيس المترشح إن “هذا الأخير سيبقى في الحكم سنة أو سنتين، ليتخذ قرارات مصيرية وينهي النظام السياسي القائم. وللذين لا يريدون أن يصدقوا هذا، نعطيهم الدليل أنه أنهى نظام الجنرالات، وقضى على “الديوان الأسود”، حتى أن الجيش لم يعد يعين الرؤساء. ولهذا يؤكد سلال على الفصل بين السلطات، لأن الرئيس يريد التأسيس للجمهورية الثانية”.
كلام جميل هذا الذي قرأناه أمس، ولم نكن في حاجة في الحقيقة لتأكيده من مقربين من الرئيس، لأن الجميع يعرف أن المستهدف من هذه القرارات هو المخابرات التي تآمر شقيق الرئيس في لقائه قبيل الحملة مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الذي اجتمع به ثلاث ساعات، ومع رئيس المخابرات الفرنسية ياجولي، وكشف تفاصيلها الكاتب الصحفي “نيكولا بو” في برنامج بث مطلع مارس الماضي في تلفزيون البرلمان الفرنسي (LCP)، حين كشف تفاصيل المؤامرة والمخطط الذي يخطط له الرئيس وشقيقه ولي العهد.
نعم، مطلبنا جميعا دولة قانون والفصل بين السلطات، وضد تدخل المخابرات والمؤسسة العسكرية والخارج في من يحكم الجزائر، بمن فيهم جون كيري الذي جاء الأسبوع الماضي ووقف له الرئيس، وباجولي وهولاند وبوتين، بل رؤساء يختارهم الشعب الجزائري في انتخابات حرة ونظيفة ونزيهة وتفرزها الصناديق وفق قواعد الديمقراطية، ويبقى هذا حلم كل أحرار الجزائر وهدف نضالهم المستمر.
لكن هل تصدق أن بوتفليقة هو من سيمنح الجزائريين هذه الجمهورية الثانية، الجمهورية الفاضلة، حتى لا أقول المدينة الفاضلة لأفلاطون، وهو من هو، وهو من داس على الدستور عندما حل العهدات، وداس على الدستور عندما منع تطبيق المادة 88 منه، وتقدم للترشح وهو مريض عاجز وسمح لإدارة البلاد بالوكالة، وهو الذي ركز كل السلطات بيده، ولم يقبل شريكا له لما كان بكامل قواه الجسمية والعقلية، حتى أنه كان يعين من الوزير الأول إلى بواب آخر بلدية، وأكثر من ذلك نصب أهله وعشيرته خلافا للأخلاق والأعراف في كل المناصب الحساسة، وتغاضى في المقابل عن الفساد الذي غرق فيه محيطه مقابل ضمان حماية واستمرار لحكمه؟
هل نصدق اليوم هذا القول، أن بوتفليقة الواحد الأوحد بعد الله، سيقبل تقاسم السلطة معه أو مع شقيقه الحاكم بأمره؟ ثم بمن سيقيم الجمهورية الثانية، ويحقق التغيير، هل بالشاب خالد ومامي، والشيخة الزهوانية وريم حقيقي سيئة السلوك والأدب التي نعتت بأوصاف تليق بها هي، كل من يقف ضد عهدة الرئيس، أم بسلال الذي تحول إلى مهرج يحسده عادل إمام على الأدوار التي قام بها؟
ولم ينتبه لا الرئيس المترشح ولا شقيقه مخرج المسرحية إلى أن سلال يعمل ضدهما، وقد قدم لخصومه خدمة جليلة، ليس فقط لما شتم الشاوية، وإنما بكل الكلام الفارغ الذي يقوله يوميا في تجمعات الحملة والذي لا يمت للمنطق والعقل بصلة، وأظهر أن الرئيس لا يمتلك لا برنامج ولا رجال، فكيف لعاجز يفتقد للرجال، محاط بمسؤولين متورطين في قضايا فساد، أن يحقق هذه الجمهورية، اللهم إلا إذا جمهورية الفساد، التي أسس لها الرئيس فور اعتلائه الحكم، وأتى بشكيب خليل ليسعفه بعلاقاته في البنك العالمي وكيف تحول الأموال وتهرب إلى الخارج؟
قد يكون بوتفليقة يحاول تقليد برنامج “أوباما” سنة 2008 تحت شعار “Yes we can” عندما جند السمراء أوبرا وينفري التي وضعت أموالها وعلاقاتها وشهرتها لخدمة هدف وصول رئيس أسود إلى البيت الأبيض، وجندت المشاهير من أمثال “أنجيلينا جولي” لتحقيق هذا الهدف الذي هو تحسين صورة أمريكا لدى العالم، الصورة التي تأثرت كثيرا بالحروب التي خاضها بوش في العراق، وأفغانستان، لكن شتان بين الزهوانية وأوبرا وينفري، وبين أنجيلينا جولي وريم حقيقي، ولا أقول شتان بين الرجلين فالتاريخ كتب وصيته على الاثنين.
قد يكون بوتفليقة صادقا ولو بنسة ضئيلة في تحقيق جمهورية ثانية لا مكان للجنرالات والمخابرات فيها، لكن المثل الشعبي يقول “اللي ما جا مع العروس ما يجي مع أمها”. والذي لم يحققه بوتفليقة وهو واقف على رجليه وفي كامل قوته الجسمية لن يحققه شقيقه ولو استعان بالشيطان وليس فقط بباجولي العدو الأبدي.
والشعب فهم هذا وقد قال كلمته في كل لقاءات حملة الرئيس، وصوت بالحجارة وبعلب الياغورت، وبالحرق والشتم. وهي نهاية مؤسفة لرجل كان سيدخل التاريخ!؟
حدة حزام

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بوتفليقة يلقي خطاب الوداع يوم 24 فيفري القادم .

عائلة بوتفليقة وعقدة الشعور بالنقص

هل باع "هشام عبود" فيلم الصور الخاص بأبو نضال الى الموساد ؟؟؟ وما حقيقة تورط أو علم المخابرات الجزائرية بذلك ؟؟