حمروش يتكلم .
حمروش كان صريح جدا كعادته في لقاءه مع يومية الخبر (المدرسة العريقة في الصحافة المستقلة ) ، حمروش لم يعلن عن ترشحه ولكنه تكلم وقال : " سأترشح ما لم يقدم النظام مرشحه ! " ،لم يذكر كلمة الشعب أو الغاشي أو المسلمون ...لم يقل سأترشح اذا أراد الشعب ذلك ، فالشعب مجرد غاشي على حد وصف وصف الوزير السابق للداخلية زرهوني . بل أكد على النظام لأنه يعرف أنه لا وزن للشعب امام النظام .
حمروش يبدو أنه يعرض خدماته على الطرفين : الرئاسة والمخابرات ويعد بتسوية الخلاف بينهما بعيدا عن الرأي العام والمحاكم ...يبدو مرشح اجماع حقيقي الى حد الآن ما لم يعلن مرشح ثقيل من داخل النظام عن نيته في دخول قصر المرادية ... بوتفليقة انتهى رسميا واذا لم يدعم جناح بوتفليقة حمروش أو أويحي ربما فستكون شرطة الحدود في الانتظار ... ستكون الشروق والنهار ونوميديا نيوز جاهزة لدكهم اعلاميا وتحويلهم الى بلهاء سياسيين مثلما حولت الشروق بلحمر من مشعوذ الى نجم إعلامي .
حمروش تكلم في الوقت المناسب لأنه ابن النظام ويعرف قواعد الكلام المرتب وعلى عكس بن بيتور الذي تعب من الكلام وعكس اويحي الذي لم يقل كلمة ، فإن كلام حمروش يوحي بأن الجماعة الفوق اتفقت على تعيين حمروش لتسيير مرحلة انتقالية تحفظ مصالح الجميع ، والجميع هم عائلة بوتفليقة ومحيطه ومحيط التوفيق طبعا وليس الجميع كالجميع .
اذا صمت السي أحمد عن الكلام المباح طيلة الأسبوعين القادمين : سواء ترشح بوتفليقة لولاية رابعة أم لا وسواء تم ذلك بالصوت والصورة أم برسالة مكتوبة فإن ذلك لا معنى له ، لأنه سيكون هناك مرشح للمخابرات - التي ستضع امام مرشحها ملفات ضخمة وكنوز معلوماتية ضد خصمه (مرشح جناج بوتفليقة ) ، المخابرات قررت الدخول بقوة في العملية السياسية بعد إضعاف قيادة الأركان برحيل محمد العماري وأصبح قائد الأركان مجرد مشرف إداري على الجيش يعمل تحت إمرة وزير الدفاع الوطني - القائد العام للقوات المسلحة ، الذي لن يكون سوى رئيس الجمهورية بوتفليقة ، المخابرات تريد استرجاع هيبتها بعد سحب صلاحيات مهولة منها أهمها الشرطة القضائية ومصلحة امن الجيش والحاقها بوزارة الدفاع .
ولكن أين سيذهب من تورط في المساس بالاستخبارت العسكرية أو من استفزها ؟
أكيد سيخرج علينا الرئيس القادم بمشروع لما بعد المصالحة الوطنية - مشروع العفو الشامل - : من نهب الجزائر قبل 2014 فهو آمن !
لعليلي الحبيب
تعليقات
إرسال تعليق