سعد بوعقبة / ابكي يا وطني الحبيب...







أعذروني فإن يدي لا تطاوعني للكتابة، وعقلي أسوأ من العقل الذي فكر به بوتفليقة وترشح، والكلمات البائسة التي يتكون منها قاموسي لم تعد قادرة على وصف ما حصل. من حق بوتفليقة ومحيط بوتفليقة أن يبهدل نفسه بهذه الطريقة في الترشح، لكن ليس من حقه أبدا أن يبهدل بلدا بكامله بهذه الطريقة. صحيح أن بوتفليقة مصاب بمرض العظمة قبل إصابته بمرض الجلطة الاقفارية. المؤسسات الدستورية عنده لا معنى لا، والدستور لا قيمة له والشعب عنده لا يساوي شيئا ولا يشرّفه أن يكون رئيسه بالانتخاب، بل يكون رئيسه بالتعيين.! عفس بوتفليقة الدستور وفتح العهدات، وعفس البرلمان فلم يشرّفه بزيارة طوال 15 سنة، رغم أنه خطب في عدة برلمانات في العالم. نقل بن صالح من المجلس الشعبي إلى مجلس الأمة، كما ينقل فراشه الخاص من قصر الرئاسة إلى قصر الخلوة.! واليوم ينقل سلال من رئيس لجنة تنظيم الانتخابات التي عينه فيها قبل شهر، إلى مدير حملة ويترك الحكومة بلا رئيس؟! هذه هي أخلاق الدولة عند بوتفليقة الذي مخه يزن مخ الشعب الجزائري كله، كما يقول سلال وبن يونس؟! هل بقي بعد هذا للأرانب والضباع معنى للترشح؟! الرئيس عاجز حسب سلال عن القيام بكل الأشياء، ولكنه يفكر جيدا، وهذا يكفيه ليرأس الجزائر؟ سلال يقول هذا لأنه يقبل كل ما يعرض عليه حتى منصب مدير حملة لرئيس منتهي الصلاحية، وهي المهمة التي رفضها قبله أحمد أويحيى عندما عرضت عليه قبل شهر تقريبا.! ما يحزنني أن شخصا مثل بوتفليقة يقبل لنفسه أن تكون نهايته هذه، وهو الذي حكم البلاد 15 سنة كاملة وكان فيها وزيرا 15 أخرى؟! فالآن فقط عرفت المعنى العميق للدعاء “اللهم أحسن خاتمتي”! الرئيس لا يحتاج لأن يكون مرشحا إلى صحة وصوت كي يقوم بالحملة.. لأن إنجازات الرئيس هي التي تتحدث عنه للمواطنين بلسان أمثال هذه الحكومة البائسة، ولا يحتاج أيضا إلى برنامج للمستقبل يشرحه للشعب، لأنه مرشح الماضي وسيكون رئيسا للمستقبل بإنجازات الماضي، أي بؤس هذا الذي نعيشه؟! هل هذه البورڤيبية الجديدة تبعث في الجزائر برئيس مدى الحياة حتى ولو كان وضعه أسوأ صحيا من وضع بورڤيبة في 7 نوفمبر 1987، هل هذه هي حالة مبارك مصر قبل سقوطه؟! لا بل هي أسوأ، فالنظام المصري قبل سقوط مبارك لم يكن في مستوى هذا الهزال السياسي الذي نعيشه الآن في الجزائر. تمنيت لو أن الرئيس بوتفليقة بعث للشعب الجزائري رسالة بـ(SMS)، قال له فيها: الظروف لا تسمح بإجراء رئاسيات، ولذلك قررت البقاء رئيسا حتى الموت.. لو فعل ذلك لكان أشرف من هذا الذي أعلنه عنه بالنيابة عرائس الڤراڤوز السياسي؟! الآن فهمنا لماذا كسر بوتفليقة كل مؤسسات الدولة، من البرلمان إلى الحكومة إلى المؤسسة العسكرية إلى الأحزاب إلى الإعلام؟! فعل ذلك لأنه استلم البلاد وهي في أزمة، ويريد تركها وهي في حالة وفاة تامة؟! الشعب سكت عن الرئيس عندما حكم البلاد من غرفة الإنعاش مدة سنة كاملة.. لكنه لن يسكت إذا حاول أن يحكم البلاد مرة أخرى من غرفة نومه 5 سنوات أخرى؟! لقد أصبحنا مضحكة في العالم.. لأننا البلد الوحيد الذي سيحكمه رئيس وهو في حالة عجز صحي كامل.! الشعب الجزائري الفحل سينتخب على رئيس مريض ليحكمه.. ولهذا قرر هذا الرئيس أن يعلن ترشحه من وهران وليس من العاصمة أو وجدة، وفي ذلك حكمة وأي حكمة؟! والمصيبة أن إعلان الترشح من وهران صحبه خروج المؤيدين بالسيارات في شوارع وهران للاحتفال بالنصر قبل النصر.! على طريقة المشير عبد الحكيم كامل سنة 1967 قبل الهزيمة النكراء... إنني تعبان فعلا.

نقطة نظام / يومية الخبر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بوتفليقة يلقي خطاب الوداع يوم 24 فيفري القادم .

عائلة بوتفليقة وعقدة الشعور بالنقص

هل باع "هشام عبود" فيلم الصور الخاص بأبو نضال الى الموساد ؟؟؟ وما حقيقة تورط أو علم المخابرات الجزائرية بذلك ؟؟