رسالة إلى فرسان السباق

  حدة حزام / يومية الفجر  : 2014.02.22


في شهر ماي الماضي، التقيت الوزير الأول عبد المالك سلال، في مكتبه، وكان وقتها رئيس الجمهورية بمستشفى فال دوغراس، ولما سألت الوزير الأول إن كان سيترشح للرئاسيات المقبلة، أشار بإصبعه إلى صورة الرئيس على الحائط، وقال “أبدا لا، هذا ما زال طامع في عهدة رابعة (...)”. فقلت وهل ستبدأ له الحملة من فال دوغراس؟

ها هو سلال كوزير أول يخالف الدستور والقوانين، ويعلن من وهران وفي مهمة رسمية أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة المقعد والغائب عن مكتبه وعن مهامه الدستورية منذ قرابة السنة، سيعلن ترشحه لعهدة رابعة قريبا. وهو الذي يترأس لجنة تنظيم الانتخابات، كيف ينحاز إلى مرشح على حساب مرشحين آخرين، بل ويدوس على التعليمات المنسوبة إلى رئيس الجمهورية في رسالته الأخيرة، عندما طلب من الإدارة التزام الحياد في الرئاسيات المقبلة، وتوعد مستعملي وسائل الدولة في الحملة بعقوبات.

مصادر تقول إن محيط الرئيس المتمسك بعهدة رابعة تمكن من اقتناص فترات صحو الرئيس من غيبوبته وصور شريط فيديو يعلن فيه إلى الشعب الجزائري أنه يريد أن يموت على الكرسي، وأنه سيتقدم لعهدة رابعة.

أشك أن يكون الرئيس واعيا بما هو مقبل عليه، والمخاطر التي سيقود إليها البلاد.

الوضع خطير، وعلى الشعب الجزائري الذي فرضت عليه هذه الخيارات وغيرها أن يدرك أنه مقبل على ما هو أخطر من فترة الإرهاب.

ليس الشعب وحده المجبر على التصدي لما ستؤول إليه البلاد في حال فرض رئيس مشلول في الانتخابات المقبلة، بل على المرشحين ألا ينسحبوا وأن يسهروا على منع التزوير، لأنه حتى الآن كانت الإدارة هي الناخب الحقيقي، وأن يدافعوا عن أصواتهم.

على الطبقة السياسية والمجتمع المدني أن يتجندوا وراء المرشحين الآخرين، مهما كانت انتماءاتهم، لقطع الطريق على اختيار المافيا، التي يقف وراءها عمار سعداني وغول وباقي محيط الرئيس، وحتى وإن انسحبوا مثلما فعل جيلالي سفيان أمس، أن ينضموا إلى المرشح الأوفر حظا حتى لا تتشتت الأصوات.

إنها مسؤولية كبرى وجهاد نفس، لابد من تأديته اليوم، فالرئيس لو كان واعيا بما يخاط باسمه لما قبل للبلاد أن تؤول إلى خيارات المافيا.

ليفصل الصندوق بانتخابات شفافة ونزيهة يحرسها المرشحون والمواطنون، حتى لا تعرض البلاد إلى مخاطر أمنية. وحتى نتجنب الفوضى التي قد تسقط فيها البلاد، لو أنه تم فرض بوتفليقة المريض الغائب عن الوعي، لاستمرار نهب البلاد باسمه.

قلت من قبل للسعيد بوتفليقة، ترشح واحكم البلاد باسمك، وليس باسم شقيقك، وها هو يختار التوريث بطريقة مافياوية، مستغلا خوف المواطنين من العودة إلى ما عاشته البلاد سنوات التسعينيات.

فهل سيقبل الجزائريون مشروع التوريث بطريقة ملتوية.

إنها الجزائر، وهي في خطر!؟

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بوتفليقة يلقي خطاب الوداع يوم 24 فيفري القادم .

عائلة بوتفليقة وعقدة الشعور بالنقص

هل باع "هشام عبود" فيلم الصور الخاص بأبو نضال الى الموساد ؟؟؟ وما حقيقة تورط أو علم المخابرات الجزائرية بذلك ؟؟