حدة حزام تصرح بممتلكاتها
أصرح بمملكاتي وأتنازل عن تكريم؟!
2014.03.02
هل يعقل ألا يملك رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، حسابا بنكيا؟
الذي وضع قائمة ممتلكات الرئيس عبد العزيز بوتفليقة المصرح بها أمس، قد أهان الرجل، وجعله يكذّب القسم الدستوري الذي أداه عقب رئاسيات 2009، فليس هناك من يصدق أن بوتفليقة لا يملك حسابا بنكيا، وإن كان فعلا لا يملك حسابا، فإن في الأمر مصيبة. فهل يعني أن الرجل يتصرف في أموال الدولة والخزينة العمومية كيفما شاء؟
ثم المشكل ليس فيما يملك الرجل أو لا يملك، فيكفي أنه يملك شقيقا وضع له كل الجزائر بمطيبيها ومبخريها ومريديها تحت قدميه.
فلولا الشقيق المتميز الذي يملكه رئيسنا الموقر لما دخلت الجزائر في هذا الصراع غير المسبوق على السلطة، ويكفي امتلاك أخ كهذا لتكون ملكا وليس فقط رئيسا.
أما أنا يا سيادة الرئيس فإلى جانب دجاجتين وديك أملك على جدار مكتبي لوحة اعتراف تحمل “شهادة تكريم وعرفان” تحمل إلى جانب اسمي اسمك الموقر. شهادة كنت أعتز بها وأتفاخر، تسلمتها باسمكم في الثامن مارس من أربع سنوات، وها أنا اليوم أرى فيها خيانة لمبادئي التي ناضلت من أجلها، فلم تعد الرئيس الذي على مضض قبلت أن أتوج بتكريمه، وأنت اليوم تهين دستور الجمهورية، أو بالأحرى يهان دستور الجمهورية وتخترق القوانين باسمك، فأنت مرشح بالنية إلى عهدة رابعة، قد تضرم النار في جسد الجزائر وتدخلها في طريق لا تحمد عقباه. فبقدر ما يصر محيطك على الزج بك في هذه المعركة وأنت المريض المقعد، بقدر ما يصر الشارع الجزائري على الانتفاض رافضا هذا المسعى الذي يخفي وراءه مشروع توريث مقيت.
فالأمر لن يتوقف عند ترشيحك أو فوزك بعهدة رابعة، وإنما يطرح مسألة شديدة التعقيد. فكيف ستواصلون مهاكم بعد 17 أفريل، وأنت لم تقم منذ أزيد من سنتين بواجبكم الذي يمليه عليكم الدستور؟ وهل ستتركون اسمكم وتاريخكم وختمكم الرئاسي في يد شلة استغلت عجزكم وضعفكم لتواصل نهب البلاد وإفلاسها وإضعافها وسط الأمم؟
إن أنتم فعلتموها، أو فعلها محيطكم باسمكم، وقدمتم اليوم أو غدا ملف ترشحكم المرفوض شعبيا ودوليا، لولاية رابعة لا أرى مخرجا منها إلا الخراب، فإنني أكون مجبرة على التنازل عن هذا التكريم، وهو كل ما أملكه ذا قيمة حتى الآن، وسأعتذر عن هذا التكريم الذي توجتموني به باسم الجمهورية.
فالتكريم الجمهوري على رأسي وشخصكم كرئيس للجمهورية لكني لا أقبل أن أحسب على من سيكون السكين الذي سيذبح البلاد ويرهن مستقبل أبنائي وأبناء الوطن.
إن تمت المسرحية، وقبلت المشاركة في هذه المهزلة، فإنني سأكون مجبرة في الثامن مارس أن أعيد لكم التكريم، يعني هناك مشكل واحد، أين أجدكم لأسلم لكم هذه الشهادة؟!
حدة حزام
تعليقات
إرسال تعليق