توقيف الصحفي مزيان عبان في باتنة


هل هي العودة الى توظيف الخدمة الوطنية كاداة تأديب للمعارضين؟

بقلم:  السعدي ناصر الدين 

سمعت ان صحفيا من الوطن وهو ايضا مدون و ناشط في حقل حقوق الانسان، استجوبته الشرطة على الواحدة والنصف صباحا بغرفته في فندق بباتنة واستخدمت تأخره عن اداء واجب الخدمة الوطنية كورقة ضغط. لست متأكدا من الامر من مصادر غير ما نشر على الفيسبوك هذا الصباح ، أتمنى ان لا يكون الخبر صحيحا والا فاننا عدنا الى سنوات القهر بكل الةسائل بما في ذلك المهمة النبيلة والشريفة، اعني الخدمة الوطنية التي جعلت الجيش الجزائري جيشا شعبيا سجلت فيه كل العائلات اسماءها. ما سمعت اليوم دفعني الى تذكر مناسبات كثيرة استخدمت فيها الخدمة الوطنية كأداة قمع لاسكات المعارضين وابعاد النشطاء عن الميدان، أذكر حادثتين بعجالة . في 1970/1971 زُج بمئات من الطلبة في الثكنات لابعادهم عن النضال من اجل استقلالية الاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين. وقتها قرر قائد جهاز الحزب قايد احمد ـ الكومندان سليمان ـ إلحاق الاتحاد بجبهة التحرير الوطني لمراقبته واحتواء قيادته ونشاطه والتاثير على توجهه، بعدما نجح في تركيع الاتحاد العام للعمال الجزائريين بسلاح القمع والتجويع. الطلبة رفضوا الخضوع واعتقل العشرات ومنهم من اختفيى ولم يظهر له اثر. بالنهاية حل الاتحاد ودخلت الشرطة الحرم الجامعي لاول مرة في تاريخ الجزائر. وفي بداية الثمانينات استحدم سلاح الخدمة الوطنية في حق عضوين من الامانة الوطنية لاتحاد الشبيبة، فوقع اعتقالهما على بابي منزليهما بحي باش جراح ولم يتمكنا حتى من اخبار عائلتيهما. العضوان يعرفهما من يعرف الاتحاد وهما عبد الكريم مهني الامين المكلف باللجنة الوطنية للطلبة. والراحل جاب الله الوناس الله يرحمو الذي اغتاله ارهابيون عام 1994 بنفس الحي وقرب مكان اعتقاله الاول. ولقد حولا مباشرة الى الثكنة لاداء الخدمة الوطنية مع ان القانون يحميهما كونهما يحملان عهدة انتخابية . ويسمح لهما التاجيل الى غاية نهاية العهدة. الغرض من الزج بهما في الخدمة الوطنية خلق ميزان قوى مناسب في قيادة اتحاد الشبيبة لتغيير توجهه في ظل السياسة الجديدة التي انتهجتها قيادة البلاد في عهد الرئيس الشاذلي بن جديد والحاكم الفعلي للبلاد الجنرال العربي بلخير..فهما كانا معارضين لسياسة التبليد التي بدأت ب " برنامج محاربة الندرة" programme anti _ pénurie الذي كان فاتحة برامج شراء الذمم في الجزائر المستقلة. ما جرى في بداية السبعينات وبداية الثمانينات كان وقت كانت فيه السلطة مدمجة يعني حين كانت كل المؤسسات تركع لرأي وقرارواحد وان قهرا. فالرئاسة هي الجيش وهي الحزب وهي القضاء وهي حتى الماء والكهرباء.. اليوم نحن في تعددية يفترض ان تختفي مثل هذه الممارسات تماما. اتمنى ان يكون ما جرى للصحفي والمدون مزيان عبان بباتنة ـ ان حدث فعلا ـ مجرد مبادرة غير حميدة من افراد شرطة او من قيادة شرطة على مستوى ما وان لا يكون تورطا للخدمة الوطنية في ملف الانتخابات و"بركات" وهمّ سلال مع الشاوية و"ينعل بوكم" تاع بن يونس ووووو التجاوزات التي ستأتي .. واتمنى ان تحاسب الخدمة الوطنية افراد الشرطة الذين استخدموا شرفها بشكل دنيء للتأثير في الحدث السياسي.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هل باع "هشام عبود" فيلم الصور الخاص بأبو نضال الى الموساد ؟؟؟ وما حقيقة تورط أو علم المخابرات الجزائرية بذلك ؟؟

عائلة بوتفليقة وعقدة الشعور بالنقص

هشام عبود في رده على سعد بوعقبة : لا انزل الى مستواه والعدالة هي من تفصل بيننا .