نارام سرجون : ولماذا لا يرقصون على أغاني السرب الوهابي؟؟ كلام مع الله من جبل دمشق..
جهينة نيوز- بقلم نارام سرجون:
مدونة تصورات : 16_04_2015
مدونة تصورات : 16_04_2015
لست موسى ليكلمني الله من جبل
سيناء كي يطمئن قلبي.. وإذا كان الله لا يكلم البشر إلا من على جبل سيناء فإنني
أعتذر إن قلت بأن قلبي لم يعد مطمئنا لجبال سيناء.. بل أنه لا يطمئن إلا من على
جبل دمشق.. وإن كان هناك كلام سأقوله لله من فوق جبل دمشق فإنه لن يكون لأطلب عفوا
ولا غفرانا لأن قلبي مطمئن طالما أنه في الشام وقد رضيت عنه أمه الشام.. ولن أطلب
من الله مقعدا في الجنة التي حجزها المؤمنون واحتكرتها العمامات.. ولا أريده أن
يسكنني في حوصلة طير أخضر من طيورها كما وعد.. ولا أن يحيطني بالغرانيق.. بل إني
كنت سأطلب منه أن يحول الغيوم إلى خيول.. وأن يسكب لي ضوء الشمس في زجاجات أسكبها
في عيون هذا الشرق المظلم الأعمى.. وأن يطحن لي الزمن المستقبل في مطحنة القهوة
لأسقي فم هذا الشرق المريض المثقل بالكرى والنعاس بالماضي عله يفيق.. ولطلبت منه
أن يحيل الغيوم إلى مكتبات عملاقة تمطر كتبا وعلما لا ماء.. وينهمر منها أرسطو
وسقراط وابن رشد وابن عربي.. لا يتوقف سكبها حتى يحدث طوفان نوحي آخر ليس فيه ماء
بل كتب لتقرأ.. طوفان يجرف فيه كل ما يكتب في هذا الزمن الوهابي الصهيوني.. هذا
الزمن الذي يرقص فيه الإسرائيليون فرحا على جثثنا وفي مطاراتنا.. لأن أمة يرقص
أعداؤها على ترابها لا تستحق هذا التراب ولا أن يسقى هذا التراب ماء.. ويستحق
الراقص أن يمتلك التراب ومن فوق التراب.. وتستحق طوفانا نوحيا يكون فيه طوفان نوح
الأول جدولا صغيرا..
فقد شاهدنا كيف رقص الإسرائيليون
في مطار عمان دون توقف ودون خوف ودون وجل.. لقد سقط عامل الخوف من غضب العربي..
ولم يعد العرب يخيفون إلا أنفسهم.. رأينا كيف كان الراقصون الإسرائيليون مبتهجين
وكأنهم في حفلة في حديقة بيتهم وهم يرقصون بتحدّ وسط ذلك القطيع العربي المذهول
المشلول في مطار عربي.. وكان القطيع يراقب الرقص اليهودي كما يراقب قطيع البقر
الوحشي -وهو لا يتوقف عن قضم الحشائش والبرسيم- مجموعة من الضباع تفترس عجلا
منها.. لم يجرؤ ابن امرأة على أن ينهرهم.. ولا أن يصفعهم.. ولا أن يرفع عقيرته
محتجا ولا أن يرميهم بجريدة تثرثر عن التضامن العربي والغضب العربي والثورات
العربية والربيع العربي.. وكان العرب حولهم يتفرجون كالأذلاء ويشبهون من يجلس
يستمع إلى صرير سرير زوجته يعتز بعنف من وطء سيده لها.. وبالطبع لم يبق في الأردن
دقامسة واحد يطلق عليهم رصاصة واحدة.. فقد أفرغ أشاوسة الأردن من المجاهدين رصاصه
في سورية والعراق واليمن لأنهم ذهبوا جميعا يريدون قتال السيد حسن نصرالله والرئيس
بشار الأسد وإيران.. ولم يبق في الأردن سوى ملك أمه يهودية وملكة تمارس
الكابالاه.. ولو كان من في المطار مسلمون شيعة يلطمون فيها أو ينشدون الأغاني
الحزينة على استشهاد الإمام الحسين لامتلأ المطار بالمدافعين عن دين الله وسنة
رسوله ولشهدنا موقعة قادسية في قلب المطار.. وغسلت صالاته بالدم
"الصفوي" المراق على الجنبات..
عجبت للإسرائيليين كيف لا يرقصون
في كل بيت عربي.. وفي كل دار.. وفي كل غرفة.. وعلى كل سرير.. وليس في مطار.. وهم
يرون العرب يقتلون العرب والمسلمين يقتلون المسلمين.. وأهل داحس يقتلون أهل
الغبراء.. وأهل الغبراء يقتلون أهل داحس.. عجبت للإسرائيليين كيف لا يرقصون في
مطار القاهرة كل يوم.. وفي مطار دبي كل ساعة.. ومطار الكويت ومطار الدوحة ومطار
استانبول ومطار بيروت.. ومطار بنغازي ومطار الدار البيضاء ومطار الخرطوم.. ومطارات
آل سعود.. فكل مطارات العرب صارت ملكهم.. إلا مطار دمشق الذي يريد زهران علوش أن
يفتحه لهم على سنة الله ورسوله محمد بن عبد الوهاب..
كيف لا يرقص الإسرائيليون وقد تبرع
العرب لأكل العرب؟.. وكيف لا يرقصون وقد صار بال العربي المؤمن غير مشغول بسؤاله
المحوري التقليدي في الوجود وأقصد سؤال: الحلال والحرام؟.. فلم يعد الحلال والحرام
هما ما يؤرق العربي.. بل فقه النكاح.. ولم يعد الناكح والمنكوح مشغولين بالحلال
والحرام طالما أنه في أرض الجهاد.. ولم يعد السؤال إن كان القتال إلى جانب الناتو
حلالا أم حراما.. وإن كان قتل الناس حلالا أو حراما.. وذبح الفقراء حلالا أم
حراما.. لأن سؤالا آخر حل محل سؤال الحلال والحرام وهو: من هو السني ومن هو
الشيعي.. فأن تكون سنيا أو لا تكون.. تلك هي القضية!!.
كيف لا يرقص الإسرائيليون وقد
فصلنا الخلية عن الخلية والذرات عن الذرات؟؟ فصارت عندنا ذرات شيعية وذرات سنية..
وتقاتلت الكتروناتنا السنية مع الكتروناتنا الشيعية.. وصارت القنابل الذرية إما
شيعية أو سنية.. والهيدروجين السني لا يلتقي بالأوكسجين إذا كان شيعيا ولو مات
الشرق كله من الظمأ.. فلا هطل القطر..
تخيلوا أنني منذ عام تقريبا تساءلت
بسخرية في مقال بعنوان (أنا أذبح إذا أنا موجود.. كيف اخترع النظام السوري داعش؟
وكيف تشيّع أوباما؟؟).
وقلت بالحرف:
".. لذلك وحسب ديكارتية
الثورة السورية.. إذا كانت داعش من صنع النظام فلم لا يكون بنيامين نتنياهو له
كرامات الأولياء.. والمجاهدين.. وهو الذي حمى إسرائيل والثوار العرب من مغامرات
حزب الله.. بل لم لا يكون باراك حسين أوباما عميلا "مجوسيا" لإيران وهو
شيعي صفوي لأن اسم أبيه حسين؟؟ وهو لاشك يحتفل بعاشوراء وليس عيد الميلاد.. ولهذا
فإنه متآمر على الثورة السورية كونه شيعيا من كينيا؟؟؟!! أسئلة من مقاس أسئلة نظريات
الطيور والأسماك والضفادع التي على أشكالها تقع..".
ولكني لم أكن أدرك أن السؤال يمكن
أن تتعاطاه قوة عقلية سليمة.. وضحكت جدا أنني سمعت من إحدى السيدات
"الحرائر" بعد عدة أسابيع أنها سمعت أن أوباما شيعي.. ضحكت رغم أني كنت
أعلم أنني مصدر تلك النكتة.. لكن لم أصدق نفسي وأنا استمع إلى محي الدين اللاذقاني
وهو يتبنى هذه النظرية ويفسرها كما يفسر عالم البيولوجيا ظاهرة بيولوجية علمية أو
يشرح سيكولوجية المرأة والرجل.. فقد قال إن أوباما كيني من أب كيني شيعي وأن
الصغير اوباما تأثر ببيئة والده في مومباسا وحمل التشيع في وجدانه اللاواعي.. وأن
اسمه الوسط هو حسين لأنه ينتمي لعقيدة أهل الحسين الشيعة.. ولذلك فإنه يتعاطف مع
إيران وحلفائها..
صدقوني لا أعرف كيف تلقيت الأمر..
لأن محي الدين اللاذقاني كان يباهي أنه كتب قصيدة ثائرة في شبابه سماها
"أغنية خارج السرب".. وأذكر أنني في صدفة غريبة في التسعينات وفي زيارتي
لإحدى العواصم "العربية" كنت في دعوة في مكان عام واستمعت إلى رجل أصلع
أطلق لحية كبيرة وطاف سالفاه كشلالين ينبثقان من صخر الصلعة الأملس.. كان يقول
للجالسين معي إنه سجن في سورية لأن الدولة أيام أحداث الإخوان وضعته في السجن لحمايته
من غضب الإخوان على تجرؤه على منطلقاتهم وبسبب تلك القصيدة ولأنه كان أميل إلى
الماركسيين!!!.. وكنت أراقب صامتا وأحس بالتعاطف مع "البطل" وأرمقه ببعض
الإعجاب بشجاعته.. ويومها مال عليّ أحد الجالسين وقال هامسا بسخرية من
"البطل" الماركسي: سأذهب إلى السوق لأشتري مقصا لأتبرع به إلى ذلك
"البطل" (صاحب السرب والأغنية التي طارت خارج السرب).. سيتبرع صاحبي له
بالمقص ليقص لحيته وشعره الطويل لأنه كان كما قال منفرا ومثيرا للاشمئزاز ولم يجد
صاحبه عميقا بما يكفي لفيلسوف ماركسي.. وكان ذلك الجالس البطل صاحب (الأغنية خارج
السرب) للصدف هو: "محي الدين اللاذقاني" نفسه الذي يفصل ثياب التشيع على
أوباما ويفضح لنا كربلائيته المقيتة.. وكان اللاذقاني يومها قد أطال شعره ولحيته
وبدا أشبه بكارل ماركس مقلوب أو ممسوخ.. وإذا بكارل ماركس المقلوب اليوم يطلق
أغنيته التي خبأها في لحيته التي قصرت وعاد بها إلى السرب.. وإذ بأغنيته التي لم
أفكر بقراءتها بعد تعليق صاحبي ليست خارج السرب كما روج وثرثر.. بل من داخل السرب
الوهابي.. وإذا بميله إلى الماركسيين يتجلى في إبداع اكتشاف شيعية أوباما لأن
أوباما لا يحرر له سورية ولا يستجيب لقلق السعودية.. عقل كهذا لابد أنه يعتقد أن
الأرض يحملها ثور على قرنيه.. ولا يحتاج إلا مقصا يقص به الزوائد الدودية في
عقله.. أليس عيبا أن يصل الأمر ببعضنا أنه لم يعد يهمه أن يبقي على مقدار ضئيل من
احترام الذات وبعض العقلانية في الطرح.. وأن ينجذب إلى أية خرافة.. وإلى أية طاولة
في مقهى أو كازينو.. وأن يطارح أية نظرية الغرام.. وألا يهمه إلا مجامعة نزوة
الكراهية.. حتى وإن كانت هي بعينها ثقافة النكاح..
مسكين اوباما.. فالمسيحيون الجدد
ينبذونه لأنه يحمل اسما مسلما من أحب الأسماء إلى قلوبهم.. حسين.. والبيض يرون فيه
رجلا أسود فقط.. والمسلمون يرون فيه شيعيا صفويا.. والله عيب يامحي الدين أن يكون
عقلك مقلوبا بهذا الشكل..
لا أدري كيف سينتهي هذا الوباء
الذي ينتشر.. فسبحان من سخر للإسرائيليين كل هذا "وماكانوا له مقرنين"..
وسبحان الذي جعلنا نرى كل شيء في الكون شيعيا وسنيا.. الكرملين والبيت الأبيض
والرمل والبحر والقمر والشمس.. حتى الطيور التي تسافر فوق إيران شيعية.. والطيور
التي لاتمر فوق إيران سنية.. والريح التي تهب من إيران شيعية والتي تهب عليها
سنية.. ولا ندري مذهب ديفيد كاميرون فربما أثبت أنه من أهل السنة إذا لم يتقارب مع
إيران فيما ينبش اللاذقاني تاريخ الرئيس الصيني ويكتشف أن جده كان محاربا في جيش
جنكيز خان أو هولاكو وعندما دخل بغداد وأغرق كتبها فإنه تعرف على مذهب آل البيت
وتشيع منذ ذلك الوقت وأحب الحزب الشيوعي الصيني لأنه حسبه شيعيا..
وبعد هذا لانعرف لم يرقص
الإسرائيليون في المطارات العربية.. وهم يرون عشرة جيوش عربية ومن بينها جيش أبو
مازن الفلسطيني (الذي سيتحرك حسب منسوب رواتبه التي ينتظرها من الجنرال دايتون)
تلتحم لقتل الفقراء في اليمن.. الجيوش التي صدئت بنادقها وطائراتها وصدئ رجالها
وصدئت شنباتهم ولم تتحرك منذ ستين عاما من مكانها تتنحنح الآن ويدب النشاط في
صدئها ويجري الزيت الأسود في مفاصلها وعروقها.. هذه الجيوش التي تيبست مفاصلها
والتحمت فقرات ظهرها تريد أن تقفز وتثب نحو اليمن.. إنها الجيوش التي صدئت فلسطين
بانتظارها.. وصدئ الغضب الساطع.. وصوت فيروز وصدئت المسامير في أحذية الإسرائيليين
وهم يقفون ينتظرونها للقتال منذ قرن كامل..
وكما ملأنا يوما قلب عليّ قيحا..
وشحنّا صدره غيظا.. فإنني لم أعد أذكر من كل شعر العرب في هذه الأيام ما أقوله
للعرب سوى أبيات أكررها منذ أربع سنوات لشاعر دمشق الأكبر نزار قباني وهو يشكو من
هذا الزمن.. زمن الأغاني خارج السرب التي يرقص على نغماتها كل صهاينة العالم في
مطاراتنا:
قادم من مدن الملح إليكم
وسؤال واحد يحرقني..
ما الذي يحدث في تاريخنا؟
سمك يبلع خلفي سمكاً
شجر يأكل خلفي شجراً
تغلب تطعن خلفي مضرا
خالد يذبح خلفي عمرا
نحن لم نقتل بسيف أجنبي
بل قتلنا كذئاب..
بعضنا
إلى أبناء هذه الأمة التي تغني
خارج سرب العقل أهديكم هذا المشهد لرقص يهودي فوق جثث السرب:
https://www.youtube.com/watch?v=49-_pM17LhQ
وهذه هي أغنية خارج السرب لصاحبها
الماركسي المقلوب.. لا أدري هل تبكيكم أم تضحككم أم ستذرفون دموعكم من عبثيتها!!..
إنها أغنية لا تنتمي إلى أي سرب.. بل أغنية من داخل القطيع الوهابي الصهيوني..
فتمتعوا:
https://www.youtube.com/watch?v=TRVvGOfym-w
ولكني أقول لكم بأن كل هذا لن يغير
في عزمنا شيئا بل سيزيدنا يقينا أننا نحن من يمكن أن نكلم الله لأننا نقف على جبل
دمشق.. لأنه زمن لا يطل الله فيه ولا يتكلم من جبل سيناء طالما أنه لا يحارب
الباطل.. ولم يبق لله إلا جبل دمشق يكلم الناس منه.. ولذلك سنسقط الأغنية التي
خرجت من السرب والتي بقيت فيه وسنسقط سرب الغربان.. وسنسقط كل جناح طار مع هذا
السرب.. وقد يرقص الراقصون الإسرائيليون في كل مطارات العالم.. إلا.. في مطار
دمشق..
وعد وعدناه.. وقطعناه لله من فوق
جبل قاسيون.. أعلى قمم العالم.
تعليقات
إرسال تعليق