العلمانية هي الحل

العلمانية مذهب فكري وسياسي يوناني قديم ظهر مع ابيقور ثم تبناه الفكر التنويري في اوربا وامريكا على يد فولتير والرئيس الأمريكي توماس جيفرسون لإنهاء سيطرة رجال الكنيسة في العصور المظلمة .

العلمانية ليست طائفة دينية كما يروج أصحاب الكروش الكبيرة والمؤخرات الغليظة بل تعني فصل الدين عن شؤون الدولة ، لأن الدين مقدس بالنسبة للناس ولا يجوز مزجه بالسياسة التي تعني -فن الكذب والخداع -

أدهشني اليوم احد الأصدقاء اليافعين بسؤالي ان كنت مسلما لأنني علماني . هذا السؤال كان بسبب تدليس تجار الدين والفتن لأنه أسهل وسيلة للثراء على حساب الأتباع وكلما زاد طول اللحية زاد معها طول الرصيد في البنك .

يقول العلامة محمد الغزالي ان الفتنة الكبرى ما كانت لتقع لولا بساطة العرب في فن السياسة بعد انقطاع الوحي ، هذه الفتنة لازلنا نعاني من آثارها الى اليوم بسبب عدم الفصل بين امور الدين وامور الدنيا -هذه الأخيرة التي اخبرنا النبي الكريم في حادثة تأبير النخل "انتم اعلم بامور دنياكم "

نحن الآن في عالمنا اليوم لازلنا نعاني من آثار هذا المزج بين الدين والدنيا ، فالمصالح السياسية والحسابات الجيوسياسية والإقليمية حولها - شيوخ النفط - تجار الدين -غربان الدم الى صراعات دينية طائفية بغيضة أتت على الأخضر واليابس وشعارهم "ان تدفع اكثر ".

كما تعلمنا في مدراس الدولة الجزائرية ومن شيوخ الاسلام وطلاب العلم فالدين هو علاقة الانسان بربه ولا سلطة ولا بصل ولا فلفل ولافضل لبشر على آخر إلا بالتقوى وعدد المبشرين بالجنة هو 10 وقد اغلقت القائمة نهائيا .

ما أود قوله هو انه من أراد المال فعليه ان يشمر عن سواعده وان يسهر الليالي ومن أراد الكرسي عليه ان يعصر مخه ليقدم برنامجا سياسيا ويقنع به المواطنيين وليس جلب وصايا لقمان لابنه او خالته وليس بيع السواك وزيت البلوط هي التي تصنع منك سياسيا .

لعليلي الحبيب -كاتب ومدون