الجزائر: رئيس الوزراء يفتح باب المفاوضات مع شباب الجنوب لإخماد ثورتهم على الاوضاع الاجتماعية


الجزائر: رئيس الوزراء يفتح باب المفاوضات مع شباب الجنوب لإخماد ثورتهم على الاوضاع الاجتماعية
كمال زايت
2013-03-15

 
الجزائر ـ 'القدس العربي': فتح رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال باب المفاوضات مع شباب الجنوب العاطلين عن العمل، في خطوة إضافية لامتصاص غضبهم وإخماد ثورتهم على الأوضاع الاجتماعية الصعبة التي يعيشونها، وهذا بعد المظاهرة الاحتجاجية التي نظموها الخميس بمدينة ورقلة (900 كيلومتر جنوب العاصمة) والتي جرت في ظروف هادئة، خلافا لما كانت بعض الأطراف تروج له.
وقد اتصل سلال بالمحتجين عن طريق السلطات المحلية، في خضم المظاهرة الاحتجاجية التي تم تنظيمها أمس الأول، والتي سميت مظاهرة الكرامة، وذلك في أعقاب تصريحات لرئيس الوزراء وصف فيها الشباب العاطلين عن العمل بولايات الجنوب، والذين ينظمون حركات احتجاجية منذ أشهر بـ'الشرذمة'، وهو تصريح أثار موجة غضب، وجعل العاطلين عن العمل من شباب الجنوب يطالبون برحيله من على رأس الحكومة، ويعلنون عن تنظيم مظاهرة مليونية.
ووعد رئيس الوزراء بالتحاور مع ممثلين عن الشباب الغاضبين، والتوصل إلى حلول للمشاكل التي يطرحونها، ودعاهم للحضور إلى العاصمة من أجل تنظيم لقاءات على مستوى رئاسة الوزراء.
وسارعت السلطات في وقت أول للإعلان عن مجموعة من الإجراءات لفائدة سكان الجنوب، بالتأكيد على أولويتهم في التوظيف على مستوى المدن التي يقطنون بها، وكذا منحهم قروضا بدون فوائد، وفرض رقابة شديدة على شركات المناولة، التي توظف عمالا بمبالغ زهيدة لحساب شركات نفطية وغازية، فيما تحصل هي على أربعة أو خمسة أضعاف الراتب الممنوح، غير أن هذه الإجراءات التي تم اتخاذها في الربع ساعة الأخير قبل موعد المظاهرة، لم تفلح في إلغاء المظاهرة التي استقطبت إليها الأنظار.
وأصر منظمو المظاهرة التي جرت الخميس، ولم يتعد عدد المشاركون فيها الخمسة آلاف شخص، على أن تكون سلمية، وأن تكون شعاراتها مرتبطة مباشرة بالمطالب الاجتماعية لسكان مناطق الجنوب، واختار هؤلاء الشباب أن تبدأ مظاهرتهم بالنشيد الوطني الجزائري كتعبير منهم عن تمسكهم بالوحدة الوطنية، خلافا لما كان يروج له عن وجود نوايا انفصالية بين منظمي المظاهرة.
وما كانت السلطات الجزائرية تخشاه بالدرجة الأولى هو الاستغلال السياسي لهذه المظاهرة، خاصة وأن بعض الدعوات بدأت تنتشر على شبكة الانترنت لتحويل هذه المظاهرة إلى شرارة لإشعال 'ثورة' على النظام، بظهور بعض الشباب من غير الجزائريين على تسجيلات فيديو يدعون فيها أنهم جزائريون، وأنهم قرروا تنظيم هذه المظاهرة من أجل الدعوة لإسقاط النظام، مع أن لهجتهم الصارخة كانت تثبت أنهم من جنسيات أخرى.
وقد حرصت قوات الأمن التي كانت قد طوقت المكان على عدم الاصطدام بالمتظاهرين، خاصة في ظل التعليمات التي تلقوها بعدم التعرض لهم، علما وأن المشاركون في المظاهرة اكتفوا بالتجمع أمام مقر البلدية، رافعين شعارات منددة بالوضع الاجتماعي الصعب الذي يعيشه سكان الجنوب، خاصة فيما يتعلق بتفشي البطالة، والتهميش والإقصاء الممارس من طرف السلطات المحلية وتجاهل مطالبهم من طرف السلطات المركزية.

نقلا عن القدس العربي 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بوتفليقة يلقي خطاب الوداع يوم 24 فيفري القادم .

هل باع "هشام عبود" فيلم الصور الخاص بأبو نضال الى الموساد ؟؟؟ وما حقيقة تورط أو علم المخابرات الجزائرية بذلك ؟؟

أهم القواعد الأمريكية في منطقة الخليج العربي المحتل