إسرائيل تؤكد قصف سوريا مستهدفة شحنة صواريخ لحزب الله
إسرائيل تؤكد قصف سوريا مستهدفة شحنة صواريخ لحزب الله
سفير سوريا في الأمم المتحدة لا يعلم شيئاً عن أي هجوم على بلاده
أكد مسؤول إسرائيلي، السبت 4 مايو/أيار، أن طائرات حربية إسرائيلية استهدفت شحنة صواريخ في سوريا يعتقد أنها كانت في طريقها إلى مقاتلي حزب الله اللبناني.
وأضاف المسؤول، طالباً عدم نشر اسمه، أن الضربة الجوية شنت الجمعة بعد أن تمت الموافقة عليها في اجتماع سري لمجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر برئاسة رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، مساء الخميس.
وفي أول رد فعل رسمي سوري، قال سفير سوريا في الأمم المتحدة: إنه "لا يعلم شيئاً عن أي هجوم إسرائيلي على سوريا".
وفي وقت سابق، ذكر مسؤول أميركي أن إسرائيل نفذت ضربة جوية في سوريا مستهدفة على ما يبدو أحد المباني. وامتنع المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم نشر اسمه، عن الإدلاء بتفاصيل.
وأفادت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، السبت، أن "الغارة لم تستهدف مرافق لها علاقة بالأسلحة الكيماوية"، وفق مصادر أميركية.
كما نقلت الصحيفة عن شبكة التلفزة الأميركية "إن بي سي" أن مسؤولاً رفيعاً في واشنطن قال إن "الغارة استهدفت شحنة من الأسلحة كانت في طريقها إلى حزب الله في لبنان".
ونسبت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية إلى مسؤولين أميركيين قولهم إن إسرائيل وجهت ضربة جوية لسوريا، ربما استهدفت مستودعاً.
وكانت "الوكالة الوطنية للإعلام" الرسمية اللبنانية قد أشارت إلى أن الطيران الحربي الإسرائيلي حلق منذ عصر الجمعة وحتى صباح السبت في أجواء الجنوب بشكل مكثف.
وأذاعت شبكة (سي إن إن) الإخبارية الأميركية نقلاً عن مسؤولين أميركيين اثنين، لم تحدد اسميهما، أن الولايات المتحدة تعتقد أن إسرائيل نفذت ضربة جوية في سوريا.
ونقلت الشبكة عن المسؤولين قولهما إن إسرائيل ربما شنت الهجوم المذكور خلال "ليل الخميس الجمعة"، وأن الطائرات الحربية الإسرائيلية لم تدخل المجال الجوي السوري. وأضافت أن المسؤولين لا يعتقدان أن إسرائيل استهدفت إحدى منشآت الأسلحة الكيماوية.
وأحالت متحدثة باسم البيت الأبيض الأسئلة المتعلقة بتقرير شبكة (سي إن إن) إلى الحكومة الإسرائيلية.
وقال متحدث باسم السفارة الإسرائيلية "لا نستطيع التعليق على هذه التقارير، ولكن ما نستطيع قوله هو أن إسرائيل مصممة على منع نقل أسلحة كيماوية أو أسلحة أخرى تغير من قواعد اللعبة من قبل النظام السوري، ولا سيما نقل أسلحة إلى حزب الله في لبنان."
وأوضح تقرير (سي إن إن) أن الإدارة الأميركية جمعت معلومات أظهرت تحليق طائرات حربية إسرائيلية فوق لبنان.
وأوضحت إسرائيل في الماضي أنها قد تتدخل لمنع وصول أسلحة سورية متطورة إلى جماعات متشددة، من بينها حزب الله اللبناني الذي دخل في حرب استمرت 34 يوماً مع إسرائيل عام 2006.
وفي يناير/كانون الثاني من هذا العام قصفت إسرائيل قافلة في سوريا وأصابت على ما يبدو أسلحة كانت في طريقها لحزب الله، وذلك حسبما قال دبلوماسيون ومعارضون سوريون ومصادر أمنية في المنطقة.
الأسد عاجز عن مهاجمة إسرائيل
وفي هذا الاتجاه، أفاد الكاتب الصحافي السعودي، يوسف الكويليت، بأن النظام السوري لن يكون في مقدوره اتخاذ خطوات رادعة تجاه الغارة الإسرائيلية التي استهدفت شاحنة أسلحة تابعة لحزب الله داخل الأراضي السورية، لكون نظام الأسد لا يستطيع أن يفتح جبهة قتال أخرى، كما أن إسرائيل في مركز قوة، ويقف وراءها حلف الأطلسي.
ورداً على سؤال حول إمكانية شن حزب الله هجوماً مضاداً على إسرائيل، قال الكويليت خلال حديثه لـ"نشرة الرابعة" على قناة "العربية: أعتقد أن حزب الله سيبقى مساعداً للأسد ولن يتحرش بإسرائيل، لأن المعادلة اختلفت الآن، فسوريا غارقة في مشاكلها الداخلية، والتي كانت سنده في أي حروب خاضها الحزب ضد إسرائيل.
وأشار في الوقت ذاته إلى أن المنطقة تشهد تجاذبات كثيرة، ولا نعرف أي سيناريو سترسو عليه، فهناك مناورات في الخليج، وتركيا وإسرائيل تصالحتا، فضلاً عن الصراع بين القوى الإقليمية، كما تركيا وإيران.
مجزرة نظام الأسد في بانياس
ويحدث هذا، في وقت اتهمت المعارضة السورية، الجمعة، نظام الرئيس بشار الأسد بارتكاب "إبادة جماعية" في قرية البيضا السنية قرب مدينة بانياس ذات الأغلبية العلوية. وقال المركز الإعلامي للثورة إن قوات الأسد تقصف براجمات الصواريخ مناطق بانياس الثائرة.
وامتدت المعارك للمرة الأولى إلى مدينة بانياس الساحلية في محافظة طرطوس القريبة من محافظة اللاذقية، وتشكل المحافظتان قلب المنطقة العلوية التي يرى محللون أنها قد تشكل الملاذ الأخير لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وقتل فتى وأصيب والده بجروح بالغة بعد ظهر الجمعة في قصف على الأحياء السنية جنوب مدينة بانياس الساحلية السورية مصدره القوات النظامية، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، وذلك غداة مقتل أكثر من خمسين شخصاً في قرية سنية قريبة من المدينة.
وقال المرصد في بيان "استشهد شاب وأصيب والده بجروح إثر سقوط قذائف على حي رأس النبع في المنطقة الجنوبية بمدينة بانياس".
وأشار المرصد إلى إطلاق نار كثيف في الحي أيضاً، وإلى احتراق عدد من المنازل. وأضاف أن "هناك تخوفاً كبيراً لدى الأهالي من مجزرة قد تحصل جراء القصف، وذلك لاحتواء الأحياء الجنوبية في المدينة على أعداد كبيرة من النازحين والمواطنين العزل».
وأوضح المرصد أن القصف بدأ على مناطق في أحياء رأس النبع ورأس الريفة وأطراف حي القبيات وبطرايا، مع إطلاق نار كثيف من الحواجز العسكرية.
وقال مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس: إن "الأحياء السنية في المدينة تتعرض للقصف والقرى السنية جنوب المدينة كذلك، والطرق إلى اللاذقية وطرطوس تنتشر عليها حواجز للقوات النظامية، ما يجعل فرار السنة إلى مناطق أخرى أمراً مستحيلاً".
وتساءل: "ماذا ستفعل الأمم المتحدة؟ تترك هذه الأقلية السنية في محيط علوي محاصرة؟".
وتساءل: "ماذا ستفعل الأمم المتحدة؟ تترك هذه الأقلية السنية في محيط علوي محاصرة؟".
وقتل الخميس 51 شخصاً غالبيتهم من المدنيين في قرية البيضا السنية الواقعة جنوب مدينة بانياس الساحلية، قضوا جراء إعدامات ميدانية وقصف، بحسب المرصد.
وعرض المرصد شريطاً مصوراً على موقع "يوتيوب" يظهر جثث قرابة 12 رجلاً بملابس مدنية ممددين على الأرض، وغالبيتهم وجوههم تواجه الأرض وغارقة في بقع من الدماء. كما تظهر اللقطات أن بعض الجثث كانت متلاصقة. وقال المرصد إن "الشبيحة" الموالين للنظام هم الذين قاموا بـ"المجزرة".
تعليقات
إرسال تعليق