ماذا عن حق العودة بالنسبة لليهود العرب ؟؟؟



                                                       
 http://bit.ly/11GGWem
الفرهود: حفظ الذكرى من أجل المستقبل

تكريس رواية اللاجئين اليهود من الدول العربية يدعم صحوة الجهات المعتدلة في العالم العربي، ولا سيما أوساط المفكرين، الذين يعتقدون أن الشرق الأوسط شهد كارثة كان من ضحاياها اليهود أيضا وليس الفلسطينيين وحدهم. وفي نفس الوقت يجب على القادة الفلسطينيين الكف عن نشر الأوهام بالنسبة ل"حق العودة"، فعجلة التاريخ المأساوية لن تعود إلى الوراء. (الصورة: لاجئون من يهود العراق يصلون إلى إسرائيل في مطلع الخمسينات. تصوير: مكتب الإعلام الحكومي)

في عيد الأسابيع الذي يحتفل به الشعب اليهودي في إسرائيل والعالم مساء اليوم، يحتفل يهود العراق بالذكرى ال 72 لما أطلق عليه "الفرهود"، وهو مجازر العام 1941 التي قتل خلالها 137 نسمة وجرح المئات من يهود العراق. إن أسماء الضحايا مسجلة في مركز تراث يهود بابل في مدينة "أور يهودا"، حيث يحمل اليهود العراقيون في جميع أنحاء العالم ذكرى المجازر والمشاغبات التي تذكّر ب"ليلة الزجاج المحطم" التي وقعت في ألمانيا، والتي ارتكبتها جماهير محرضة، وتمخضت عن أزمة عميقة في ثقة اليهود بالدولة التي كانوا يقيمون فيها. واليوم لم يبق في العراق إلا قلة قليلة من طائفة كان تعدادها يبلغ 140 ألف يهودي.

لقد وقعت أعمال التنكيل بيهود العراق بدون أي سبب، فاليهود الذين عاشوا في العراق طوال 2600 سنة لم يحاربوه من الداخل كما فعل العرب الفلسطينيون بحق السكان اليهود ثم بحق دولة إسرائيل. وفي الواقع، وقعت مشاغبات وأعمال التنكيل بحق جميع اليهود الذين كانوا يعيشون في تلك الحقبة في الدول العربية، وليس في العراق وحده. ففي ليبيا قتل 133 يهوديا في موجة من المجازر الهمجية خلال شهر نوفمبر تشرين الثاني 1945، وجرح العديد من الآخرين؛ وفي عدن باليمن قتل في نوفمبر تشرين الثاني 1947 نحو 100 يهودي؛ وفي مصر طرد اليهود من بيوتهم ومن البلاد. ورغم أن العالم سمع الكثير عن "النكبة الفلسطينية"، لم يلق الظلم الشديد الذي تعرض له يهود البلدان العربية سوى القليل القليل من الاهتمام. ومع أن التاريخ ليس مسابقة في الكوارث، إلا أنه يجب التنويه إلى أن الدول العربية شهدت عملية من التطهير العرقي. فقد كانت أبعاد الكارثة التي حلت باليهود خطيرة، حيث بلغ عدد الذين اضطروا إلى ترك منازلهم في البلدان العربية 856,000 نسمة، مقابل 650,000 ألف لاجئ فلسطيني. ورغم ذلك، ولأسباب تستعصي على الفهم، لم تدرج دولة إسرائيل كارثة اليهود على جدول الأعمال العام والعالمي.

وقعت أعمال التنكيل باليهود، كما أشير إليه سابقا، حتى قبل قيام دولة إسرائيل، بل قد فضحت الدراسات الشاملة التي أجراها كل من المؤرخ إدوين بلاك، والبروفسور شموئيل موريه، ود. تسفي يهودا، العلاقة بين النظام العراقي الموالي للنازية بقيادة رشيد علي الكيلاني وبين النازيين في ألمانيا. وقد وضعت في العراق أنظمة للتمييز ضد اليهود في جميع مجالات الحياة، ثم تم تحريض الجماهير على ارتكاب الاعتداءات الجماعية بحق اليهود وممتلكاتهم، والتي بلغت ذروتها في مجازر الفرهود عام 1941.

لقد أوجد الجمع بين القومية المشوبة بكراهية الأجنبي وبين معاداة اليهودية واقعا من كراهية اليهود التي حظيت بدعم السفير الألماني في بغداد، د. فريتز غروبه، وتأييد القادة العرب من أمثال الحاج أمين الحسيني الذي هرب من فلسطين ووجد في العراق مجالا واسعا من حرية ارتكاب فعلاته بحق اليهود. ورافقت أجواء الرعب المعادي لليهود، والتي بلغت أوجها بشنق المليونير اليهودي شفيق عدس في الساحة المركزية في البصرة، هجمات لفظية خطيرة على اليهود في الإذاعة العراقية ومن على منبر الأمم المتحدة. وفي نهاية الأمر، لم يتمكن يهود العراق من البقاء فيه، فهاجروا من الدولة التي ساعدوا في إنشائها وانخراطها في العصر الحديث، تاركين وراءهم ممتلكاتهم الخاصة وممتلكات طوائفهم القديمة، بما فيها مدافن الأنبياء يحزقيل ويونا وناحوم وعزرا، والتي استولت عليها الحكومة العراقية.

ومن المرجح أن يكون هناك من العراقيين من ساءهم التنكيل باليهود، ولكن لم يسمع لهم صوت، فأصبح اليهود أكباش فداء في الصراعات بين السنة والشيعة، تماما مثلما تقف إسرائيل اليوم في مركز الصراع بين إيران والدول العربية. ومن المفترض أنه لو بقي يهود في الدول العربية اليوم، لعادوا أكباش فداء في الصراعات الدائرة في كل من مصر وليبيا وتونس واليمن وسوريا.

إن عدد اليهود الذين عاشوا تاريخ يهود الدول العربية يتضاءل يوما بعد يوم، ومن الواجب علينا في إسرائيل حمل ذكرى تراثهم، لكي لا تستحوذ علينا الدعاية العربية التي تستعين بمنكري المجازر بحق اليهود، الذين يماثلون منكري المحرقة النازية. وكلما أسرعنا إلى حفظ التراث وتخليد ذكرى الضحايا كعمل رسمي، كلما عززنا موقفنا القومي والدولي.

وعلى هذا النحو سندعم صحوة الجهات المعتدلة في العالم العربي، ولا سيما أوساط المفكرين، الذين يعتقدون أن الشرق الأوسط شهد كارثة كان من ضحاياها اليهود أيضا وليس الفلسطينيين وحدهم. وفي نفس الوقت يجب على القادة الفلسطينيين الكف عن نشر الأوهام بالنسبة ل"حق العودة"، فعجلة التاريخ المأساوية لن تعود إلى الوراء.


 موقع :اسرائيل تتكلم بالعربي 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هل باع "هشام عبود" فيلم الصور الخاص بأبو نضال الى الموساد ؟؟؟ وما حقيقة تورط أو علم المخابرات الجزائرية بذلك ؟؟

عائلة بوتفليقة وعقدة الشعور بالنقص

هشام عبود في رده على سعد بوعقبة : لا انزل الى مستواه والعدالة هي من تفصل بيننا .