طباعة الموضوع

يامولاي حدثنا عن الجزائر مدينة الأوهام والأحلام؟! أحسن بوشة

ويامولاي حدثنا عن الجزائر مدينة الأوهام والأحلام؟!
لنبدأ الحكاية من البداية، ولنسأل شهرزاد لتحدثنا عن الجزائر مدينة الأحلام ,وعن ما يدور في هاته الأيام حول هذا الدستور الذي خطت نصوصه خلف الستار في الدهاليز وفي المضاجع وفي ظلمات الأقبية وفي مجالس النسوان؟
ومع شهرزاد تبدأ القصة بكان يامكان،في هذا الزمان، في بلاد مزغنة زينة البلدان،كان يحكمها سلطان،وكانت تسكن مملكته قبيلة كبيرة وفيها خيرات وفيرة وبقرة حلوب،رعية مزغنة علمها السلطان أكل الشعير حتى لا تسأل ذات يوم عن القمح والخير الوفير،وذات يوم حدث هرج ومرج عند الجيران فقال فخامته آتوني بالخبر اليقين لنرى ماذا حدث للزين ياغلمان….
يامولاي الجيران ثاروا والين ومعه بني نهب التوانسة من الرعب فروا خوفا من المحاسبة والعقاب،وقد سألنا السحرة والحكماء وفي كل الأوطان عن دواء يمنع حدوث ثورة الشباب في أرضنا,ويجعل الربيع في المحروسة مزغنة في حكم خبر كان؟!
قفز السلطان وقال هاتوا ما عندكم ولكل منكم الف الف دينار،بل إجعلها ياخزناجي الف الف دولار… ضج كبار القوم وقالوا يامولاي وزع الغنائم وأشتري الدمم في كل مكان,وأغمض العين عن الخليفة وعن شكيب وعن كل علي بابا ينشط في مملكة الشجعان وأغفر لأصحابك زلاتهم وسامح اللصوص تمحي العداء وتبعده عنك يامولاي,ثم غير الدستور لتجعل مزغنة مملكة لك تخلد في حكمها أيه السلطان، وأجعل ولي العهد الأمير السعيد وهو يعرف كيف يحول الرعية إلى عبيد.
وصاح براح السلطان، صاحب السلال والغلال، أن يا أيها الملاء آتوني بأخلص قضاة البلاد وكتاب دساتير الفساد، ليفتوا لمولاي في مدة العهدة وليجعلوها سبع عجاف, ونائب وولي للعهد من الزيانيين الأشراف،وليبكي الغاشي وينوح أو ينبح ويصيح أين الربيع أين الربيع؟…وهنا قال السلطان لكبير الغلمان أحس في نفسي بوادر الفناء, ولا أعلم متى يحين أجلي وقد طاب اجناني, فأغنم صفَا الوقت وسرع بخياطة الدستور لعل به يذهب سقمي وتهدأ الأمور!
وعودة إلى الذكريات والليالي السالفات ,حين كان السلطان يقضي الأوقات مستمعا لثرثرة شهرزاد في الليالي الملاح, وكيف أن السلطان أفنى العمر في تقديم الوعود لشعبه الودود ولم يعلم أنه كان يطارد خيط دخان,فالغابة حوله متوحشة ومزغنة أصبحت تعج بالذئاب…،إستدركت شهرزاد وقالت يامولاي الرعية تريدك أن تحدثنا عن الجزائر مدينة الأحلام….فخر وبهجة السلطان،مرتع الشبان ومنتزه الشيبان،حديث يصف حاضرة الحواضر وزينة العمران،إنها ”الجزائر مدينة” أو هكذا سميت قبل ميلادها ووعد بتمويل بنائها العربان.
لكننا كبرنا وهرمنا،وأوشكت يامولاي العزيز وأوشكنا نحن الرعية على الرحيل، ولا أثر لهاته المدينة الأفلاطونية في الأفق يبدو للعيان،ويامولاي أنت تعلم أن أموالا كثيرة تكون قد إلتهمتها القطط السمان،فدعنا نتفرج على الصور ونكتفي بالأحلام،لقد طاب وطال نوم وحلم الحالمين في ظلام هذا اليل الجزائري البئيس، عندما تمكن من الإندساس في دواليب حكم بلادنا الكثير من بني رعيان!!.
كثرت الوعود وسمعنا كلام معسول عن بلارة وبوغزول وبوينان،لكننا إكتشفنا أخيرا ،يامولاي، أنك وشهرزاد قد إطلقتما لخيالكما العنان!فلا ن نتظروا شيئا يطلع من هذا الدستور فهو مخاط على المقاس وهو عبارة عن نصوص لمواصلة خدمة اللصوص لا غير..
وأسترسلت شهرزاد في ثرثرتها كالمعتاد وقالت حدثني يامولاي عن شكيب هذا الرجل العجيب,متى تتم محاكمته ويدفع الثمن عن جريمته….ضحك السلطان وقال أف لكن من غبيات انتن نساء تاخير الزمان,وهل دفع الثمن من نهب قبله؟,فحليب الجزائر حلال لكل بني نهب من الوجهاء والأعيان..وحتى إذا كانت هناك محاكمة فستتم بعد عقدين على سنة محاكمة الخليفة وغيره من السابقين.
وعودة إلى واقعنا وإستفاقة من حلمنا لنستنشق هواء بن جراح وباب الواد ورحبة الجمال،هنالك نلتقي الأحبة دوي الايادي الخشنة ونعود إلى رشدنا ونجري وراء خبزتنا ونلعن معا وعود بني رعيان التي كثرت في آخر الزمان.
أحسن بوشة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بوتفليقة يلقي خطاب الوداع يوم 24 فيفري القادم .

عائلة بوتفليقة وعقدة الشعور بالنقص

هل باع "هشام عبود" فيلم الصور الخاص بأبو نضال الى الموساد ؟؟؟ وما حقيقة تورط أو علم المخابرات الجزائرية بذلك ؟؟