سعد بوعقبة : تنمية الجنوب بالهراوات
.. ابك يا عيني على التسيير.! وعلى ابتكار الحلول للمشاكل، ربما
الهدف هو إعادة إحياء السد الأزرق بدل السد الأخضر.! تخيل معي.. وأنت في طائرة
وترى المنظر الهائل للجنوب الأزرق.! فعلا هذا إفلاس ما بعده إفلاس!
مشاكل البطالة يحلها وزير الداخلية، ومشاكل الصحة يحلها أيضا وزير
الداخلية ومشاكل التربية يحلها وزير الداخلية! حتى الديبلوماسية يحل مشاكلها وزير
الداخلية.! ألم يعالج وزير الداخلية قضية العلاقات مع المغرب وفتح الحدود بتصريحات
من الرباط كما لو كان وزيرا للخارجية؟! لماذا نبقي على الوزارات الأخرى إذا؟!
لماذا لا تغلق بقية الوزارات ونبقي فقط على وزارة الداخلية ونوفر لخزينة الدولة
رواتب هؤلاء الوزراء.؟! الذين لا يفكرون ولا يحلون مشاكل قطاعاتهم؟ جمال: الجزائر.
ملاحظتك في محلها يا جمال.. الحكومة تريد تشييد السد الأزرق في
الجنوب وتريد بناء مراكز تدريب للشرطة والدرك والجيش في الصحراء لإنتاج البشر
الذين تنتجهم الجزائر بكميات كبيرة منذ عقود من السنين..!
السد الأزرق هذا الذي ذكرته، ذكرني باقتراح زعيم حزب (P.N.S.D) بن شريف
سنة 1989 الذي اقترح أن نقوم بشرم البحر الأبيض المتوسط من القالة نحو بسكرة،
لإنجاز بحيرة زرقاء هناك.!
نعم، بحيرة بن شريف الزرقاء أفضل من السد الأزرق البشري لوزير
الداخلية الذي يريد تشييده بالشرطة في قلب رمال الجنوب.!
قد تكون الحكومة فيما أقدمت عليه في غير كامل قواها العقلية تحت
الصدمة المزدوجة التي أصابتها في الصحراء.. صدمة الاهتزاز الأمني الخطير الذي له
امتدادات خارجية خطيرة.. وله آثاره الأخطر على النشاط الاقتصادي الحيوي للبلاد.
وصدمة ثورة شباب الجنوب الذي كانت السلطة ترى فيه آخر من يتحرك للمطالبة بحقوقه
المادية والسياسية.
في سنة 1968 عندما طرحت مسألة التوازن الجهوي في التنمية في البلاد
ومنها منطقة الواحات، تقرر عقد أول مجلس للوزراء خارج العاصمة في مقر ولاية
الواحات ورفلة.. وتقرر برنامج خاص لتنمية هذه المناطق ومنها الطرق والفنادق ووحدات
التنقيب عن الماء ووحدات تصبير التمور.. ووحدات إنتاج الطاقة ووحدات الصناعة
التقليدية.. ولم يقرر المجتمعون تنمية الشرطة والدرك والعسكر لضمان أمن الجنوب؟!
نعم، البلاد أصبحت الآن محنّطة في الثكنة والسلاح والهاجس الأمني ولا
تفكر إلا في هذه الأمور.! حيث أصبح الإطار يقتل من طرف زميله أو يقتل نفسه احتجاجا
على الوضع الكارثي الذي وصلت إليه البلاد.
bouakba2009@yahoo.fr
تعليقات
إرسال تعليق