سعد بوعقبة : بداية هوشة بأساليب قديمة؟!




 يمكن أن نفهم ما يحدث الآن في البلاد من اضطرابات ومن فساد ومن سوء تدبير وتسيير للشأن العام، أن الرئيس بوتفليقة دفع بالأزمة الوطنية إلى منتهاها، وأنه يريد بالفعل التغيير بنفسه وللنظام الذي يحكم به بواسطة أزمة وطنية تذهب إلى عمق التغيير ولا تكتفي بتغيير الرئيس أو بعض رموز النظام فقط.
هل من الصدفة أن يطالب المطالبون بانتخابات رئاسية مسبقة.. ونحن على بعد شهور فقط على انتهاء عهدة الرئيس؟! هل الأمر يتعلق بهوشة سياسية تتم الآن بأساليب قديمة؟! وهل من الصدفة أيضا أن يخرج المستعجلون برحيل الرئيس، خارطة الطريق التي استخدمت ضد زروال لدفعه إلى تنظيم انتخابات رئاسية مسبقة ويشرعون في تطبيقها مع بوتفليقة بنفس الصيغة ونفس الأساليب.؟!
أنا أقدّر شجاعة الزميل عبود هشام هذه الأيام، وأرى أنه في مسعاه لا يختلف عما قام به نظيره بوكروح سنة 1998، عندما ركز هجومه على رجل النظام القوي الجنرال بتشين.! وقد أدى ذلك الهجوم إلى تغيير الرئيس بانتخابات مسبقة، لكن هل تغير النظام بتغيير الرئيس بتلك الطريقة؟! الجواب تعرفونه؟! كل التغيير الذي لمسناه عند تغيير الرئيس زروال بتلك الطريقة، هو أن بوكروح أصبح وزيرا للتجارة؟! فهل يأتي التغيير القادم للرئيس بوتفليقة بنفس الطريقة باستلام الزميل عبود هشام وزارة الإعلام..؟! شخصيا أتمنى ذلك.!
وإذا كان بوتفليقة هو زروال الجديد في التغيير القادم بواسطة خريطة الطريق القديمة الجديدة وأن عبود هو نورالدين بوكروح؟! فأنتم تعرفون بالتأكيد من هو بتشين؟ ومن هم خصومه الذين يطالبون برأسه ورأس الرئيس معه؟!
الظاهر للعيان أن النظام أصبح عاجزا حتى عن وضع سيناريوهات جديدة لممارسة التغيير، فأصبح يلجأ إلى تطبيق نفس الأساليب التي استعملت منذ 15 سنة كاملة.
لكن المؤكد، أن مؤسسات الدولة في عهد بوتفليقة، أصبحت صحراء سياسية قاحلة..  فالأحزاب لم تعد أحزابا لا سياسية ولا حتى جمعيات تأييد ومساندة. والبرلمان بغرفتيه لم يعد حتى بمستوى جمعية المكفوفين.!
والسؤال: هل هذا الذي حصل في الساحة السياسية والمؤسساتية كان عملا مقصودا من الرئيس بوتفليقة، الهدف منه الوصول بالبلاد إلى حالة التغيير بواسطة الأزمة العاصفة؟! أم أن الأمر مجرد سوء تدبير وفقط؟! أنا شخصيا مع التغيير كيفما كان شكله.. لكن أخاف أن الهوشة السياسية الجارية الآن بين رموز النظام عبر ملفات الفساد وعبر الصحافة، وتحييد المؤسسات السياسية والدستورية في هذا الصراع، يمكن أن يؤدي إلى حالة انفلات كالتي حدثت في 5 أكتوبر ..1988 وعندها يمكن أن يفوّت المتصارعون فرصة إحداث التغيير الهادئ.. وتذهب البلاد إلى حالة السورنة أو الليبننة.. ويصبح التغيير بالتونسة أو المصرنة، حلما بعيد المنال.. فكل شيء وارد أمام ما يحدث من كوارث سياسية وإعلامية غير مسؤولة؟! وإن كان حالنا يقول: لن يضيع المسجون في الاضطرابات غير الأغلال؟!

bouakba2009@yahoo.fr
 نقلا  صحيفة الخبر الجزائرية 

تعليقات


  1. بوتفليقة أوصل الساحة السياسية الى قمة البؤس السياسي ، عندما اعتبر كل معارض لسياسته هو خائن للوطن وكل منتقد له هو مشوش عل قطار اصلاحاته الذي انطلق ولن يصل الى محطته المنشودة .

    المعارضة ايضا تتحمل جانبا كبيرا من المسؤولية ان لم تكن الجانب الاكبر للمسؤولية فعندما تكون المعارضة قوية فالدولة تكون بخير لأنها خزان للبرامج والاقتراحات ولكن المعارضة البائسة اسوأ من السلطة لانها قائمة على اقصاء الآخر ايضا وانتقاد السلطة كأشخاص فقط وليس تقديم البديل أو طرح برامجها .

    ولكم ان تتصوروا ردة فعل رئيسة حزب سياسي على اعلامي محترم لمجرد انتقادها حول الهوشة الاعلامية التي قامت بها من اجل سكن وظيفي .... تصوروا معي لو كانت هذه المعارضة تملك السلطة على وزارة الاعلام والجيش والدرك والقضاء فكيف سيكون مصير هذا الصحفي مشرك الفم ... هي تملك صفحة فقط في الفايس بوك فقامت ففرض الحظر الشامل عليه والمؤبد !!!

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بوتفليقة يلقي خطاب الوداع يوم 24 فيفري القادم .

عائلة بوتفليقة وعقدة الشعور بالنقص

هل باع "هشام عبود" فيلم الصور الخاص بأبو نضال الى الموساد ؟؟؟ وما حقيقة تورط أو علم المخابرات الجزائرية بذلك ؟؟